"نادي الصلب".. تحالف غربي بقيادة بريطانيا لمواجهة هيمنة الصين

العالم - منذ 3 ساعات و 50 دقيقة
لندن، نيوزيمن:

تتحرك بريطانيا نحو تشكيل تحالف غربي جديد مع الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الصناعية، بهدف الحد من النفوذ الصيني المتنامي في سوق الصلب العالمي، في خطوة تمثل تحولاً استراتيجياً في السياسة التجارية البريطانية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أفادت مجلة "بوليتيكو" الأوروبية نقلًا عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات.

تأمل لندن في التوصل إلى "نهج منسق" مع بروكسل وواشنطن لتجنب الرسوم الجمركية الجديدة التي يخطط الاتحاد الأوروبي لفرضها بنسبة تصل إلى 50% لحماية منتجيه من الطاقات الصناعية الصينية الزائدة، في ظل ما تعتبره العواصم الغربية "منافسة غير عادلة" من بكين.

ووفق التقرير، فإن المقترح الذي لا يزال قيد الدراسة يتضمن إنشاء ما يسمى بـ"نادي الصلب" يضم المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وربما الولايات المتحدة، بهدف توحيد سياسات التعرفة الجمركية ومنح أعضائه معاملة تفضيلية في تجارة المعدن الاستراتيجي.

وبعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، تجد لندن نفسها "تحت رحمة" قرارات التكتل التجاري، وتسعى الآن للحصول على استثناءات من التدابير الأوروبية المرتقبة التي قد تضرب صادراتها. وتعد أوروبا أكبر وجهة للصلب البريطاني، إذ تستقبل نحو نصف صادرات المملكة المتحدة من المعدن الحيوي.

وقال المدير العام لرابطة صناعة الصلب البريطانية غاريث ستايس، إن على الحكومة التركيز على "تأمين الاستثناءات الحيوية من حصص الاتحاد الأوروبي وتشديد الدفاعات التجارية"، معتبرًا أن تحالفًا غربيًا واسعًا يمكن أن يكون الحل الأمثل لمعالجة فائض الطاقة الإنتاجية العالمية ومنع الواردات المدعومة من دخول الأسواق البريطانية.

من جانبه، أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن التكتل "ليس أمامه خيار سوى الدفاع عن صناعته"، لكنه لم يغلق الباب أمام المفاوضات مع لندن. وأوضح أن فكرة "نادي الصلب" كانت مطروحة منذ فترة طويلة، لكنها أصبحت اليوم "أكثر جاذبية" في ظل تزايد المخاطر الاقتصادية والتجارية.

بدورها، دعت واشنطن على لسان الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير إلى تنسيق أوسع لمواجهة الصلب الصيني، مشيرًا إلى أن القواعد التجارية الدولية الحالية "غير كافية"، ومشككًا في قدرة الأعضاء الأجانب على اتخاذ إجراءات جماعية فعالة.

وأشار تقرير "بوليتيكو" إلى أن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة اتفقا بالفعل على تنسيق ضرائب الكربون على واردات الصلب والمنتجات عالية التلوث، في إطار الجهود الرامية إلى الحد من الانبعاثات وتطبيق معايير بيئية موحدة على الإنتاج الصناعي.

في المقابل، أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية أن لندن "تواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليين لإيجاد حلول شاملة لمشكلة الطاقة الإنتاجية الزائدة"، مشيرًا إلى أن البلاد تبحث عن "سبل فعالة لحماية قطاع الصلب المحلي"، وهو ما كان قد أعلنه رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون في وقت سابق.