الحوثيون يلاحقون المثقفين والدعاة ويخنقون حرية الفكر
الحوثي تحت المجهر - منذ ساعتان و 17 دقيقة
ذمار، نيوزيمن:
تتصاعد حملة الاعتقالات التي تشنها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد المثقفين والأدباء والصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وسط حالة من القمع الممنهج للحريات الفكرية والإعلامية والمجتمعية.
واختطفت ميليشيا الحوثي، الجمعة، الكاتب والشاعر عبد الوهاب الحراسي، اليوم في محافظة ذمار جنوب صنعاء، واقتادته إلى أحد سجونها السرية، وفق مصدر مقرب من أسرة الكاتب والشاعر. وأوضح المصدر أن قوات أمنية داهمت منزل الحراسي في حارة الجيش بمدينة ذمار قبل اقتياده إلى جهة مجهولة، وهي المرة الثالثة التي يتم فيها اعتقال الحراسي من قبل سلطة صنعاء.
كما اختطفت الميليشيات خطيب مسجد وأمين قرية "أعماس الظلع"، الأستاذ محمد حسين، من منزله في مديرية الحدا بمحافظة ذمار، واقتادته إلى جهة مجهولة أمام أعين أطفاله، وفق مصادر محلية. وأوضحت المصادر أن الحادثة جاءت عقب رفض المختطف تدريس ما تُعرف بـ "الملازم الحوثية" في المسجد، رغم كونه شخصية معروفة بالاعتدال والعمل الإصلاحي والاجتماعي في مجتمعه.
وتشير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى أن حملة الاختطافات الحوثية مستمرة منذ الانقلاب، حيث وثقت خلال الفترة من 1 يناير 2015 حتى 10 نوفمبر 2025 نحو 2341 جريمة اختطاف بحق مدنيين في محافظة ذمار، منهم من تم إطلاق سراحهم، فيما لا يزال 689 مدنياً في السجون، بينهم 138 مختطفاً تم الزج بهم هذا العام، غالبيتهم سياسيون وإعلاميون وحقوقيون وأصحاب رأي ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وتربويون. كما أفادت الشبكة الحقوقية بوجود 128 سرا وقسرا. لم يفصح الحوثيون عن أي معلومات حول وضعهم الإنساني.
وتصاعدت هذه الحملات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث سجلت منظمات حقوقية محلية ودولية حالات متعددة لاختطاف الصحفيين والكتاب والناشطين المدنيين، مع استمرار ممارسة ميليشيا الحوثي الضغوط والتهديدات لتقييد حرية التعبير والسيطرة على المشهد الثقافي والفكري في المناطق التي تسيطر عليها.
اختطفت الميليشيات الحوثية قبل أيام أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور "حمود العودي" ورفيقيه "أنور خالد شعب" و"عبدالرحمن العلفي" واقتادتهم إلى أحد السجون التابعة لها، دون مزيد من التفاصيل.
وتؤكد هذه التطورات استمرار الانتهاكات الجسيمة ضد الحقوق المدنية والسياسية في اليمن، في وقت يُواجه فيه المواطنون صعوبات متزايدة نتيجة الحصار، النزاع المسلح، وانعدام الأمن في معظم المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة المسلحة.
وتستدعي هذه الأحداث تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للضغط على ميليشيا الحوثي للكف عن استهداف المفكرين والأدباء والدعاة المحليين وضمان إطلاق سراح المختطفين، في إطار حماية حرية التعبير وحقوق الإنسان في اليمن.
>
