تحرك أمريكي لإنهاء الحرب في السودان

العالم - منذ 4 ساعات و دقيقتان
الخرطوم، نيوزيمن:

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عزمه العمل مع الإمارات والسعودية ومصر، إلى جانب شركاء آخرين في المنطقة، من أجل إنهاء الحرب الدائرة في البلاد. تصريحات ترامب تأتي في وقت يشهد السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة وتصعيداً عسكرياً متزايداً، ما دفع المجتمع الدولي إلى البحث عن حلول عاجلة.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في الولايات المتحدة، إنه تلقى طلباً مباشراً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتدخل ووقف النزاع في السودان، مؤكداً أنه أنهى ثماني حروب في السابق ويتطلع إلى لعب دور "حاسم للغاية" في هذه الأزمة. واصفاً السودان بأنه "أصبح أكثر الأماكن عنفاً" ومعاناةً، ويشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، لافتاً إلى أنه تلقى طلبات من قادة دوليين لاستخدام نفوذ الرئاسة الأميركية لوقف الحرب.

وأكد ترامب أن السودان قابل للإصلاح من خلال تعاون منسّق بين الدول الشريكة، في إشارة إلى ضرورة عمل الرباعية العربية – الأميركية على إيجاد حلول سياسية عاجلة قبل أي تدخل عسكري أو خطوات تصعيدية.

ويرى محلل الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية، موفق حرب، أن اهتمام الرئيس الأميركي بالملف السوداني يشكل تطوراً إيجابياً، لكنه أشار إلى أن كلمة "ضغط" لا تزال مبكرة، حيث لم يتم بعد استخدام أدوات الضغط المباشر أو الانخراط الدبلوماسي المكثف من البيت الأبيض. وأضاف أن المؤشر الحقيقي لجدية واشنطن سيظهر عبر هوية المبعوث الذي سيُكلف بملف السودان، مع ذكر أن أسماء مثل ماركو روبيو أو جاريد كوشنر ستعكس مستوى أعلى من الجدية الأميركية.

وأشار حرب إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة أقنعت المجتمع الدولي بعدم جدوى الحل العسكري، ما دفع إلى إعادة إحياء الجهود الدبلوماسية، مع احتمال لجوء ترامب إلى طرق "غير تقليدية" مثل دعوة الأطراف السودانية إلى البيت الأبيض أو إرسال شخصية رفيعة مباشرة إلى الخرطوم إذا توفرت فرص نجاح ملموسة.

ومن أديس أبابا، أكد عثمان فضل الله، رئيس تحرير مجلة "أفق جديد"، أن تحرك ترامب يأتي متوافقاً مع جهود الرباعية (الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة)، التي أعدت منذ أشهر مقترحاً متماسكاً للهدنة الإنسانية. وأضاف أن انتقال الملف إلى مستوى الرئاسة الأميركية يشكل نقطة فارقة في المسار الإنساني والسياسي للحرب، مع توقعات بأن يُبنى أي تحرك أميركي مستقبلي على الأساس الذي أعدته الرباعية، مع إمكانية تطوير بعض التفاصيل.

وأكد فضل الله أن تدخل واشنطن المنسجم مع الرباعية قد يؤدي إلى نتائج سريعة نظراً لقوة تأثير الرئيس الأميركي، لكنه حذر من أي تحرك يُفسر على أنه منحاز لأحد الأطراف، ما قد يعرقل جهود السلام ويؤدي إلى تصعيد النزاع. وأضاف أن الطرفين في السودان يعانيان من حالة إنهاك واضحة، وأي شعور بالانحياز الأميركي قد يدفعهما للتصعيد العسكري، مما يهدد مساعي التهدئة والانتقال المدني.

ويرى الخبراء أن الخطوة الأميركية تمثل اختباراً حقيقياً للقدرة الدولية على إنهاء النزاع السوداني، وتفرض على واشنطن التنسيق الدقيق مع الشركاء الإقليميين لضمان أن يكون التدخل هدفه وقف الحرب وتمكين المسار المدني، وليس تعزيز نفوذ طرف على حساب الآخر. ويُنتظر أن توضح الأيام المقبلة هوية المبعوث الأميركي للملف السوداني وخطة البيت الأبيض للتدخل، بما يحدد إمكانية تحقيق اختراق سياسي ملموس في الأزمة التي أطالت معاناة الشعب السوداني.