تعزيزات ومخاوف حوثية في ظل تأمين الجنوب وتوحيد الهدف صوب صنعاء
السياسية - منذ ساعتان و 23 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
تواصل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تصعيدها العسكري في الداخل عبر إرسال تعزيزات غير مسبوقة إلى عدد من الجبهات في مقدمتها جبهات لحج وأبين والضالع وشبوة وتعز ومأرب، في تحركات وُصفت بأنها الأخطر منذ أشهر، وتأتي في توقيت تشهد في المحافظات الجنوبية تحركات عسكرية لإعادة التموضع وتثبيت الأمن وملاحقة التنظيمات الإرهابية وقطع خطوط التهريب البرية والبحرية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن الاستنفار العسكري الحوثي خاصة باتجاه الجنوب ترتبط بالتحركات التي تقوم بها القوات الجنوبية لتثبيت الأمن في المحافظات الشرقية وهو ما أثار حالة قلق لدى الميليشيات الحوثية من فقدانها ممرات تهريب حيوية في تلك المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة القوات الإخوانية، وتحديدًا في محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عُمان وعبر مناطق صحراء وادي حضرموت ومأرب والجوف وصولًا إلى مناطق سيطرة الحوثيي.
وأثر انتشار القوات الجنوبية ونجاحها خلال عملية "المستقبل الواعد" في المهرة وحضرموت في قطع خطوط الإمداد البرية والبحرية التي كانت تشكّل شريانًا رئيسيًا لدعم الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الحوثي شرعت خلال الأيام الماضية في حشد مجاميع قتالية كبيرة إلى جبهات الضالع ولحج وشبوة، بالتزامن مع أعمال تحصين ميداني شملت حفر شبكات خنادق، وتعزيز المواقع العسكرية، ونشر منصات صاروخية وطائرات مسيّرة، في مؤشر واضح على التحضير لهجوم واسع النطاق باتجاه الجنوب.
وفي السياق ذاته، كشفت المصادر عن قيام الحوثيين بنقل مدافع ثقيلة من جبهات تعز إلى مرتفعات الأحكوم الجبلية جنوب المحافظة، المحاذية لجبهة طور الباحة شمالي محافظة لحج، إضافة إلى نشر المدفعية والأسلحة الثقيلة في خطوط التماس المتاخمة لمديرية المسيمير بمحافظة لحج، انطلاقًا من مديرية ماوية شرقي تعز.
وأشارت المعلومات إلى أن إعادة تموضع المدفعية الحوثية جنوبًا جاءت عقب وصول تعزيزات عسكرية جديدة تتبع ما يسمى بوزارة الدفاع في صنعاء، إلى جانب تشكيلات موحدة من قوات الأمن المركزي والنجدة وحرس المنشآت، حيث تحركت هذه القوات عبر مسار يمتد من لحج مرورًا بالضالع وصولًا إلى شبوة، في خطوة تهدف إلى فتح عدة محاور ضغط متزامنة.
وأكدت المصادر أن الهدف الأساسي من إشعال جبهات جنوب اليمن يتمثل في إيجاد أوراق ضغط عسكرية على المجلس الانتقالي الجنوبي، ردًا على نشر قواته مؤخرًا في محافظة المهرة، ونجاحها في تعطيل خطوط التهريب الحوثية، إضافة إلى إطلاق عملية "الحسم" في محافظة أبين، التي تستهدف ملاحقة فلول تنظيم القاعدة وردع أي محاولات لإعادة خلط المشهد الأمني عبر تحالفات غير معلنة بين الحوثيين وتنظيم الإخوان.
وبينما تواصل القوات الجنوبية تثبيت انتشارها وتعزيز السيطرة الأمنية في أكثر من محور، بدأت مؤشرات التحشيد الحوثي تتصاعد في محيط عدد من الجبهات، بالتوازي مع نشاط متجدد لتنظيم القاعدة ومحاولات تحرك لعناصر مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين في مناطق عُرفت سابقًا بهشاشتها الأمنية، ما يعكس مشهدًا ميدانيًا متداخلًا تسعى فيه عدة أطراف لإعادة إنتاج الفوضى.
وقد ترافق هذا التحشيد والتوسع العسكري في الجنوب مع توافق سياسي واضح تقوده قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بعضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي أكّد في أكثر من مناسبة على ضرورة توحيد الجبهات الداخلية خلف هدفٍ واحد لا شك فيه: قتال مليشيا الحوثي وتحرير صنعاء ومؤسسات الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار في الشمال واستعداد القوات الجنوبية لمساندة هذه التحركات مع القوى الوطنية.
ويُنظر إلى هذا التوافق السياسي كدعامة استراتيجية أساسية تدعم العمليات الميدانية، إذ يؤكد الزُبيدي على أن المواجهة لا تتحقق بنجاح إلا عبر وحدة الصف الوطني المتراص، وعدم تشرذم الجهود في صراعات جانبية تُلهي عن الهدف الرئيس.
ويعكس موقف الزُبيدي حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على توحيد المواقف مع القوى الوطنية المناهضة للحوثي، وتشجيع التوافق السياسي الداخلي لدعم الخطط العسكرية، بما يسهم في تعزيز قدرة القوات الوطنية التي تسعى نحو تحرير الشمال من سيطرة الحوثي ومنع استغلال أي فراغ أمني لصالح المليشيات المتطرفة.
>
