محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

طهران بلا ماء.. والنظام يروي الحوثي بالسلاح

Tuesday 29 July 2025 الساعة 05:21 pm

بينما يعيش ملايين الإيرانيين في طهران على وقع العطش، يقفون في طوابير أمام صنابير جافة وينتظرون قطرة ماء في ظل درجات حرارة خانقة، يواصل النظام الإيراني سياسته المعتادة: الإنكار في الداخل، والتغذية المستمرة للفوضى في الخارج. فبدل أن يسقي شعبه، يروي ميليشيا الحوثي بالسلاح، ويغذي حربًا عبثية في اليمن والمنطقة على حساب كرامة الإنسان الإيراني وحقوقه الأساسية. 

أزمة المياه التي تخنق العاصمة الإيرانية ليست مجرد خلل فني أو تقصير إداري، بل هي نتيجة طبيعية لعقود من الفساد، وسوء الإدارة، وإنفاق الموارد على الحروب بدل البنى التحتية. ففي الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الإيراني لمحطات تحلية ومشاريع إنقاذ مائي، تنقل طهران عبر التهريب الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى وكلائها في اليمن، في استعراض سافر لانعدام الأولوية الوطنية لدى هذا النظام الارهابي بالاصل. 

لم يعد سرًّا أن الحرس الثوري الإيراني يقود شبكة تهريب معقدة، تستخدم البحر كطريق رئيسي لإغراق اليمن بشحنات الموت. آخرها، السفينة التي  ضبطتها المقاومة الوطنية والمحملة بـ750 طنًا من الأسلحة المتطورة، كانت في طريقها إلى الارهاب الحوثي. شحنة ضخمة احتوت على صواريخ يزعم الحوثي أنه يصنعها محليًا، في مسرحية دعائية مفضوحة، إلى جانب طائرات مسيرة وأجهزة اتصالات عسكرية، وأسلحة متقدمة تُستخدم في استهداف المدنيين داخل اليمن وتهديد الملاحة الدولية في البحر الاحمر تحت شعار مخادع وهو  الدفاع عن فلسطين . 

هذا التناقض الصارخ بين الداخل والخارج، بين العطش في طهران وتدفق السلاح نحو ميليشا الحوثي الارهابية ، لا يُظهر فقط فساد النظام الإيراني، بل يُعرّي مشروعه الإقليمي القائم على تمزيق الشعوب وبث الفوضى لا على خدمة مواطنيه. فهل من المعقول أن تعاني العاصمة من أزمة ماء، بينما تُصرف ملايين الدولارات على شحنات الموت العابرة للحدود؟ 

علينا  أن ندرك بان المعركة لم تعد فقط بين ميليشيا ارهابية أو انقلاب على الدولة والمجتمع، بل بين مشروع موت يُدار من خارج الحدود، ومشروع حياة يجب أن يُبنى بيد اليمنيين أنفسهم. إيران التي تعجز عن إنقاذ عاصمتها من العطش، لا يمكن أن تبني مستقبلاً في اليمن، وكل من يراهن على دعمها، إنما يراهن على الخراب الذي نتجرع نحن اليمنيين ويلاته من خلال هذا السلاح المهرب.

طهران بلا ماء بينما الحوثي يرتوي من دماء ودمار هذا البلد وبسلاح ايران.