محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

ما بعد حرب غزة.. الحوثي إلى أين؟

Monday 06 October 2025 الساعة 06:24 pm

بعد عامين من التوحش الصهيوني، تدخل الحرب في قطاع غزة فصولها الأخيرة من خلال المفاوضات الجارية في مصر بناءً على خطة ترامب، وبعد موافقة حركة حماس على تلك الخطة، فإن التساؤلات التي كانت مؤجلة إلى حين وقف الحرب بدأت تتداول حول مآلات ذلك على الوضع في اليمن، وهل يمكن ان تستمر تلك الحرب شماعة الحوثي لمواجهة المجتمع تحت سيطرته، وأداة يتهم بها خصومه من الأطراف الأخرى بانحيازهم الى الغرب لمواجهته، أم أنه يعد حرب أخرى خارجية ليتجنب عوامل سقوطه في الداخل؟؟

في الوقت الذي كان المجتمع الدولي يبحث عن حلول منطقة لوقف الحرب على غزة، كان الحوثي يبحث عن البدائل لتلك الحرب، ليتسمر في حربه بأي وسيلة كانت وضد أي جهة تكون، ومن تلك البدائل لم يجد أمامه سوى التهديد الذي يطلقه بين الفينة والأخرى إما مباشرة أو بشكل إيحائي ضد السعودية، ومن البدائل الأخرى لاستمرار حربه هي الولايات المتحدة، ومؤشر على ذلك ما أعلنه عن عقوبات فرضها ضد شركات أمريكية وهذا مقدمة لما يمكن ان يستخدمه ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، يرتجي من ذلك ردة فعل أمريكية تتيح له خوض معركة ولو غير متكافئة.

الحقيقة أن الحوثي بندق بيد إيران ومشروعها في المنطقة، وهذا يجعل من البحث عن حرب جديدة يأتي ضمن الخطط الإيرانية التي تمر بحالة قاسية عقب إعادة فرض العقوبات الأممية عليها، مما يشكل عليها ضغط قوي يدفعها إلى أن تتخذ إجراءات تخفف عنها الضغط، وليس أمامها في الوقت الراهن سوى الحوثي، فعملية إنتاج حرب جديدة تصب في مصلحتيهما، فإيران تسعى إلى تخفيف الضغط عليها والمساومة في تخفيف العقوبات، والحوثي من خلال هذه الحرب يهرب من استحقاق السلام الذي ينتظره اليمنيون بفارغ الصبر بعد سنوات من الحروب والاضطهاد والتشرذم.

في اليمن لا أحج يسعى إلى الحرب ولا أحد يستعد لها من الحرب كدمار وخراب وقتل، سوى جماعة الحوثي، الجميع يبحث عن السلام العادل والمشرف، إلا الحوثي يريد الحرب، بل ويستعدي الدول الخارجية لأن تأتي لشن هجماتها على اليمن، فوظيفة القرصنة البحرية تتيح للدول الدفاع عن مصالحها بقصف اليمن، مما يتيح له الرد كنوع من الدفاع عن السيادة حسب ما يدعيه وتسوقه آلته الإعلامية، ورغم تلك الادعاءات لم تعد لديه مصداقية كافية لدى كل المجتمع سواء المحلي او المجتمع الدولي.

لم تستفيد غزة من هجمات على إسرائيل شيء، بل كانت النتائج عكسية ومدمرة على الوضع في اليمن، بينما غزة ذهبت بحسب السياسة الإسرائيلية والأمريكية الى النهاية، حاول الحوثي استثمار تلك الحرب، وفشل، وهو الآن يحاول استعداء أمريكا تحت مبرر المعاملة بالمثل وكأنه فعلاً أصبح دولة عظمى، ولكن النتيجة حتماً سيتجرعها الشعب اليمني إذا لم يكن هناك تحرك لوقف هذه الهمجية والاستيطان الإيراني في شمال اليمن.