محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

صنعاء وصوت سبتمبر القادم من تعز

منذ 4 ساعات و 11 دقيقة

لا صوت في المدينة، وحده السكون يملئ أزقتها وينسل حفيف الصمت جداران البيوت معزياً ومشيعاً تأوهات الصبر الذي استوطن قلوب الناس، هي صنعاء المدينة التي كانت أيامها في سبتمبر تنبض بالوطنية والشعور بالإنتماء الواحد لكل هذا التنوع الجميل ثقافياً وسياسياً وحتى دينياً، سبتمبر هو شهر اليمنيين وصنعاء حاضرته وسياجه، اليوم وقد أصابها من غبار التاريخ ما يخنق حنجرتها ويقضي على صوتها ويبيد فرحتها ويحول شهرها السبتمبري الى مآتم وأصفاد ، أصبحت منهكة ومثقلة بعمامة المرشد الإيراني وصوته. 

لا تحنف صنعاء عهدها وانما الحرب لها سطوتها وسياطها، والنتائج الأخيرة لأهداف البندقية لم تتضح بعد ولا تزال أتراسها تعزم نية الاندفاع لوأد طارئ صنعاء وخيمة الجهل وأقدام الخميني، مع ذلك وفي هذا الشهر تهب رياح قوية تحمل صوت البواعث للمشاعر والانتماء الوطني قادمة من قلعة القاهرة في تعز، تصل سفح جبل نقم في صنعاء وبكل هدوء تضج وتتفجر في قلوب الناس: دمت ياسبتمر التحرير يا فجر النضالِ. 

تعز رغم ما أصابها مؤخراً بفعل الحرب التي حولتها في بعض أزقتها إلى وكر للعصابات والقتله، إلا أنها تصيغ حالة الوطنية والانتماء الوطني، تعيد لوجه سبتمبر اشراقته وترسم الحلم على شفاة أزقة صنعاء بأن العهد والوعد قائم ليكون سبتمبر متجولاً بالفرح والحرية والمساواة في كل مناطق اليمن وتحديد شماله. 

تعز بوابة المقاومة وبندقيتها ضد الإمامة الأولى، دمها كان الوقود الذي فاجئ الإمام أحمد ذات يوم، واليوم تبعث رسائل بانها لا زالت تحمل المفاجآت ولا تزال بندقيتها موجهة صوب الإمامة، هي فقط الآن بحاجة لاستعادة قواها التي استبلها العصابات والمجرمين ومن يستكينون في حمايتهم من أولئك القادة والأحزاب التي ترى مصالحها الشخصية انها مصلحة وطنية، وترى ان استكمال تحرير تعز سيفشل عليها أهدافها ويقطع عنها مواردها المالية التي تجبيها عنوة باسم الدولة.

ما يقوم به اطفال المدارس من تسابق لإيقاد بواعث سبتمبر من خلال الاغاني الوطنية هي صورة تؤكد ان تعز لن تغفل يوماً عن روابط اليمنيين وما يجمعهم وما يبعث فيهم من قيم الحرية التي جلبها معه سبتمبر لن تترك وكر العصابات يتحكم بمصيرها ولن تستسلم أمام دعاة الوطنية اللذين أعاقوا تحريرها والتقدم نحو صنعاء من اجل اهدافهم الشخصية.

تعز هي الصوت الصارخ في البرية أن طريق سبتمبر سالك حتما نحو صنعاء لاستعادتها، وانها حتما لن تبقى رهينة العصابات والقيادات المنفلتة والحزبية الرخيصة .