إسرائيل تستهدف رئيس أركان حزب الله في قلب بيروت
العالم - منذ 39 دقيقة
بيروت، نيوزيمن:
في أول غارة جوية إسرائيلية على جنوب بيروت منذ يونيو/حزيران الماضي، أعاد الجيش الإسرائيلي رسم الخريطة العسكرية في قلب العاصمة اللبنانية، مستهدفاً أحد أبرز القادة العسكريين لحزب الله، هيثم علي طبطبائي.
العملية تأتي في ظل حالة توتر إقليمي مستمرة، وغياب أي تقدم ملموس في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، حيث لا تزال إسرائيل تعتبر الحزب تهديداً استراتيجياً لأمنها، بينما يواصل الحزب تعزيز حضوره العسكري والسياسي في لبنان والمنطقة.
التحرك الإسرائيلي يعكس دقة استخباراتية كبيرة، ويشير إلى استمرار الصراع بين إسرائيل وحزب الله على الأرض، وسط مخاوف من تصعيد أوسع إذا لم تتحرك الأطراف الإقليمية والدولية للتهدئة.
وشن الجيش الإسرائيلي، الأحد، غارة جوية على جنوب بيروت، مستهدفاً ما وصفه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه رئيس أركان حزب الله، المسؤول عن إعادة بناء وتسليح الحزب. وأكد مصدر إسرائيلي أن المستهدف هو هيثم علي طبطبائي، الرجل الثاني في قيادة الحزب، مشيراً إلى أن تقييم أضرار الضربة لا يزال جارياً، ولم يتضح بعد ما إذا كان طبطبائي قد قتل أو أصيب.
وأوضح مكتب نتنياهو أن القرار جاء بناءً على توصية من وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش، وأن العملية نفذت في "قلب بيروت" بهدف استهداف القيادي الذي قاد جهود إعادة الهيكلة العسكرية للحزب.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء أن الغارة استهدفت شقة سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 21 آخرين. وأظهرت صور من موقع الحادث تصاعد دخان كثيف من الطابق الرابع أو الخامس لمبنى سكني، في منطقة مكتظة بالسكان.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "سنواصل العمل بقوة لمنع أي تهديد لسكان الشمال ودولة إسرائيل، وكل من يوجه يده ضد إسرائيل سيتم قطع يده".
واعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون أن الغارة تمثل "دليلاً إضافياً على أن إسرائيل لا تبالي بالدعوات المتكررة لوقف الاعتداءات"، مؤكداً التزام لبنان بالهدنة وحث المجتمع الدولي على التدخل لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
ويعد هيثم علي طبطبائي، المعروف بـ"أبو علي"، من أبرز القادة العسكريين في حزب الله، وهو الرجل الثاني في القيادة العسكرية بعد سلسلة اغتيالات استهدفت الصف الأول للحزب عامي 2024 و2025، بما في ذلك حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. تولى قيادة قوات النخبة وشارك في عمليات الحزب في سوريا واليمن، وقد صنفته الولايات المتحدة إرهابياً منذ 2016، مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
يبقى مصيره غامضاً حتى الآن، لكن استهدافه يعكس سعي إسرائيل لشل البنية العسكرية للحزب، ويفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أمني وسياسي في لبنان والمنطقة، خاصة مع استمرار تقاعس الأطراف اللبنانية عن تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الغارة تأتي بعد هجوم مماثل على جنوب بيروت في سبتمبر 2024، أسفر عن مقتل حسن نصر الله (الزعيم السابق)، واستهداف أجهزة اتصال حزب الله، ما أدى إلى تقييد قدرات الحزب العسكرية. رغم اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، واصلت إسرائيل استهداف البنية التحتية لحزب الله، محذرة من أي تصعيد في حال فشل الحكومة اللبنانية في كبح جماح الحزب.
وتمثل الغارة على طبطبائي خطوة نوعية في مسلسل الضربات الاستراتيجية الإسرائيلية ضد حزب الله، وتؤكد استمرار التوتر العسكري والاستخباراتي في لبنان. بينما يترقب المراقبون تداعيات هذه العملية على الاستقرار الداخلي في لبنان، فإن الهدف المعلن لإسرائيل يركز على منع أي تعزيز للبنية العسكرية للحزب، واستمرار الضغط على قياداته لمنع تهديدات محتملة للأمن الإقليمي.
>
